آدار برس-صدى البلد
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع اقتراب أي انتخابات، أو استفتاء كسب ود الشعب الكردي في الداخل، حيث يمثل الأكراد 20% من الشعب التركي، وذلك في محاولة منه لكسب تأييد هذا الشعب، الذي طالما تعرض للظلم على مر الزمان.
أعرب اردوغان عن ترحيبه بالأكراد داخل المجتمع التركي، وذلك خلال كلمة له، الثلاثاء، أكد فيها على أن الشعب الكردي مثل بقية فئات المجتمع لا خلاف على أنهم “إخوانه” على حد قوله، وذلك في تناقض كبير بين الحديث والأفعال، حيث تستمر المقاتلات التركية في شن غارات على الشعب الكردي المتواجد في الأراضي السورية والعراقية في محاولة منه للقضاء على أي تواجد يذكر لهم داخل هذه الأراضي.
يزيد عدد الأكراد على 15 مليون نسمة، أي 20% من سكان البلاد، والمحافظات ذات الغالبيّة الكرديّة، تقع في شرق وجنوب شرق تركيا ويطلق عليها الكرد اسم كردستان تركيا، أو كردستان الشمالية، اعتمادًا على ان اتفاقيّة سايكس – بيكو، قسّمت كردستان الى أربعة أجزاء.
والمحافظات التركيّة ذات الغالبيّة الكردية هي: أرزنجان، أرضروم، قارص، ملاطية، ديرسم (ـتونجلي)، العزيز (ألازج)، جولك (بينجول)، موش، آجري، باطمان ـ آدييَمان، آمد (ديار بكر) سيرت، بدليس، وان، أورفا، عنتاب، مرعش، ماردين، جولامريك، (هكاري)، شرناخ.
كما يوجد عدد كبير من الكرد في محافظات سيواس، أنقرة، قونية كايسري، أزمير، ميرسين، اسكندرون. في حين يقدر النشطاء الكرد عدد القاطنين في اسطنبول من الكرد بأربعة ملايين نسمة، بخاصة بعد حملات التهجير التي قام بها الجيش التركي أثناء صراعه مع الكردستاني.
وبالرجوع إلى تاريخ القضية الكردية في تركيا، فكانت بدايتها بين مصطفى كمال أتاتورك والهيئة الوزارية الكردية التي تشكلت عقب الحرب العالمية الأولى تلك الهيئة التي قدمت مقترحات لحل القضية الكردية وقتها، لعل من أهمها: منح كردستان الاستقلال الذاتي، واتخاذ التدابير الفعالة لتنفيذ هذا الاستقلال.
ومع أن هذه المقترحات وجدت طريقها إلى طاولة المفاوضات بين الحكومة التركية والدول المنتصرة في الحرب حيث تم التوقيع على اتفاقية سيفر عام 1920 التي كانت أول اتفاقية دولية أقرت بإقامة كيان كردي، إذ نصت في بنودها على إقامة دولة كردية، على الرغم من هذا فان الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك نجح في الالتفاف على هذه الحقوق عبر عملية مزدوجة، ففي الداخل توجه إلى الأكراد وخاطبهم باسم الدين والأخوة والوحدة الوطنية إلى أن أقنعهم بإرجاء مطالبهم إلى مرحلة لاحقة وذلك بعد التعهد لهم بتحقيقها حين تستقر الأوضاع في الدولة العثمانية المنهارة.
وبعد هذه الموافقة توجه أتاتورك إلى الخارج ونجح في إقناع المجتمعين في مؤتمر لوزان بصرف النظر عن فكرة الاستقلال الكردي وبدلا من ذلك تم إقرار الحقوق الثقافية واللغوية للأكراد من خلال اعتماد صيغة قامت على التأكيد بأن تركيا هي للشعبين التركي والكردي ويتمتعان بحقوق قومية متساوية كما أعلن عصمت إينونو رفيق درب أتاتورك والذي خلفه في الحكم بعد وفاته.
وفي الحاضر، استمر جيش اردوغان في شن حملاته العسكرية على التواجد الكردي في الأراضي العراقية والسورية، وذلك للقضاء عليهم، تحت مسمى مكافحة الإرهاب، الأمر الذي أسفر عن مقتل العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دخول قواته إلى جبال قنديل، وذلك للقضاء على التواجد الكردي هناك، وذلك ضمن عملية “غصن الزيتون” العسكرية التي تشنها هذه القوات على الأكراد، وذلك في استمرار للممارسات الوحشية لهذا النظام ضد جزء من نسيج شعبه.
شنت السلطات التركية عمليات أمنية موسعة خلال السنوات الماضية على العديد من المدن الكردية، وعاثوا في الأرض فسادا، كما قتلوا وسحلوا وسجنوا العديد من أبناء هذا الشعب، في محاولة منه للقضاء على أصواته الرافضة له.
ظهر الرفض الكردي لأردوغان خلال الاستفتاء على في ابريل الماضي، على المواد التي تحول نظام الحكم إلى النظام الرئاسي بدلا من البرلماني، حيث رفضت أغلب المدن الكردية الحدودية هذه التعديلات، مؤكدين على رفضهم التام لتواجد اردوغان في الدولة.