آدار برس-خاص
* روسيا تريد اعادة كل الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام وليس ادلب فقط، ولكن هل سيُسمح لها بتنفيذ ذلك، خصوصاً وأن الغرب تأكد بأن النوايا الروسية تجاه حل الازمة السورية، هي نوايا خبيثة وتريد السيطرة على جميع سوريا كما هي، وليس حسب تفاهمات كيري- لافروف
* قمة طهران بينت التناقض في فهم كل طرف لمناطق خفض التصعيد، حيث فهمتها تركيا بأنه لتثبيت الجبهات والذهاب لحل سياسي، بينما كان للروس فهم آخر، وهو قضم منطقة تلو الأخرى، لذلك نرى التعقيدات في ادلب
* لو قامت بحل القضية الكُردية في تركيا، لكان موقعها جيداً في حل الازمة السورية، ولكانت حصلت على أفضل المكاسب، ولكن رؤيتها الضيقة وضعتها في هذا الوضع المحرج الآن، فهي لا تستطيع التخلي عن الغرب ولا عن روسيا، وإن اتجهت إلى أي جهة سوف تخسر الجهة الأخرى، وتكون قوات سوريا الديمقراطية هي الرابحة
* النظام وحلفائه لا يستطيعون شن الحرب الشاملة لأن جغرافية إدلب صعبة، خاصة إذا قرر المسلحون خوض الحرب، قد يكون هناك معارك على مراحل، ولكن بعد رضوخ النظام والروس لمطالب الغرب بالعودة لجنيف وقرار مجلس الأمن 2254
جاء ذلك في حوار خاص لـ آدار برس مع “لقمان احمي” رئيس حزب الخضر الكردستاني، حول الوضع في ادلب، اتفاق خفض التصعيد، الموقف التركي من الاحداث فيها، وغيرها.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
تمضي روسيا في تنفيذ خططها في سوريا منذ اليوم الأول من مشاركتها النظام، وهي مستمرة في قصف الحدود الجنوبية لإدلب بعد قمة طهران.. ألا يدل ذلك -برأيكم- أن روسيا عازمة على إعادة إدلب إلى النظام السوري بغض النظر عن دعوات تركيا لوقف إطلاق النار؟
“روسيا تريد اعادة كل الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام وليس ادلب فقط، ولكن هل سيُسمح لها بتنفيذ ذلك، خصوصاً وأن الغرب تأكد بأن النوايا الروسية تجاه حل الازمة السورية، هي نوايا خبيثة وتريد السيطرة على جميع سوريا كما هي، وليس حسب تفاهمات كيري- لافروف، إذا الوضع في ادلب مُعقد، وقد يعيد الأزمة السورية إلى المربع الاول، مثلما كان قبل تدخل النظام الروسي لحماية النظام السوري من الانهيار خريف عام 2015 م”.
هناك من يقول إن تركيا أخطأت في حساباتها عندما اعتقدت أن معركة درعا ستطول، وبالتالي لم تستطع أن ترتب أمورها في إدلب لذلك أصبحت وجهاً لوجه مع روسيا وهذا ما انعكس على قمة طهران.. ما قراءتكم لذلك؟
“النظام التركي انطلت عليه الخدعة الروسية، كما انطلت على الغرب وخاصة بمشروع خفض مناطق التصعيد والتي كانت بالأساس، لتحييد بعض الجبهات والتفرغ لجبهات أهم، لأن روسيا والنظام وإيران وميلشياتها لم تكن تستطيع الحرب على جميع الجبهات، وبذلك حقق الروس ما نراه اليوم، وقمة طهران بينت التناقض في فهم كل طرف لمناطق خفض التصعيد، حيث فهمتها تركيا بأنه لتثبيت الجبهات والذهاب لحل سياسي، بينما كان للروس فهم آخر، وهو قضم منطقة تلو الأخرى، لذلك نرى التعقيدات في ادلب”.
إدلب ستصبح أسوأ كارثة إنسانية في القرن العشرين حسب الأمم المتحدة.. ما دور الأمم المتحدة في إيقاف نزيف الدم المستمر في سوريا منذ ثمان سنوات غير القلق؟
“إرادة الامم المتحدة مرتبطة بإرادة الدول الفاعلة في العالم، وهي لا تستطيع بدون وجود ارادة سياسية لتلك الدول، أن تفعل شيئاً سوى القلق”
30 ألف جندي تركي على الحدود السورية وهم جاهزون لكل الاحتمالات حسب صحيفة يني شفق التركية.. برأيكم هل يمكن أن يشارك الجيش التركي في معركة إدلب؟
“تتوقف مشاركة الجيش التركي، على موقف الغرب بخصوص ادلب، ولا تستطيع تركيا الدخول بمفردها في حرب مع روسيا وإيران وميليشياتها، إن لم يكن هناك دعم غربي وضوء أخضر أمريكي”.
يُقال إن قوات سوريا الديمقراطية غيرت موقع تركيا في خارطة الصراع السوري، وأجبرته لأن ينتقل من الضفة الأمريكية إلى الضفة الروسية، لذا ستعتبر هذه القوات العدو اللدود لتركيا.. كيف تقيمون هذا الكلام؟
“مشكلة النظام التركي، أنه يعادي كل ما هو كُردي، أو ما يحقق للشعب الكُردي حقوقه المشروعة، وهي بذلك تضع نفسها في الزاوية، وتعرض نفسها لجميع أنواع الابتزاز من الآخرين”.
“فهي أي تركيا، لو قامت بحل القضية الكُردية في تركيا، لكان موقعها جيداً في حل الازمة السورية، ولكانت حصلت على أفضل المكاسب، ولكن رؤيتها الضيقة وضعتها في هذا الوضع المحرج الآن، فهي لا تستطيع التخلي عن الغرب ولا عن روسيا، وإن اتجهت إلى أي جهة سوف تخسر الجهة الأخرى، وتكون قوات سوريا الديمقراطية هي الرابحة”.
في النهاية كيف تتوقعون انتهاء معركة إدلب، هل ستكون على مراحل أم كيف؟
“معركة إدلب لم تبدأ بعد، والنظام وحلفائه لا يستطيعون شن الحرب الشاملة لأن جغرافية إدلب صعبة، خاصة إذا قرر المسلحون خوض الحرب، قد يكون هناك معارك على مراحل، ولكن بعد رضوخ النظام والروس لمطالب الغرب بالعودة لجنيف وقرار مجلس الأمن 2254 وتنفيذه على أرض الواقع والدخول في عملية سياسية جدية، تؤدي إلى مرحلة انتقالية ودستور جديد يحفظ حقوق جميع القوميات في سوريا، وحقوق القومية الكردي على الخصوص، وتأسيس سوريا جديدة، بنظام ديمقراطي لامركزي”.
متابعة: سلام احمد
تحرير: أ،م