آدار برس- خاص
وثقت المنظمة الكردية لحقوق الانسان (DAD) عبر فريق الرصد والتوثيق كافة الجرائم والانتهاكات التي يمارسها الجيش التركي على طول الحدود السورية- التركية في كافة المناطق، وكان آخرها توثيق الانتهاكات في منطقتي كوباني وتل أبيض/كري سبي، مطالبةً أطراف النزاع بتحييد المدنيين عن جميع أشكال الصراع، والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة، ووضع الحدود السورية- التركية كاملةً تحت الحماية الدولية، ونشر قوات حفظ سلام أممية على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا.
حول هذا الموضوع، أفادَ مكتب الرصد والتوثيق في المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD) لـ “آدار برس” بأن المنظمة تراقب وتوثق كافة الانتهاكات الممنهجة التي يمارسها الجيش التركي على طول الحدود السورية- التركية، مؤكداً أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها القوات التركية كانت تهدف إلى خلخلة الأمن في مناطق شرق الفرات التي تعتبر مناطق آمنة في سوريا.
وأضاف المكتب: «إن ما حصل بتاريخ 28/10/2018 من قصف مدفعي على قرى زور مغار وخربة عطو و شارقلي وآشمة ( 35 كم غربي كوباني) في ريف كوباني الغربي بأكثر من 15 قذيفة مدفعية، ونتج عنه مقتل عنصر من قوات الدفاع الذاتي التابع للإدارة الذاتية في سوريا وإصابة آخرين، ما هو إلا تتمة لسلسلة انتهاكات الجيش التركي المستمرة على طول الحدود السورية- التركية، بدءاً من كوباني وتل أبيض غرباً، مروراً برأس العين والدرباسية وعامودا وقامشلو، وصولاً إلى ديريك شرقاً وكامل الحدود السورية التركية».
وتابع: «تركيا صعدت في الـ 29/10/2018 من هجماتها وانتهاكاتها في ريف كوباني، حيث قصفت بالمدفعية والهاون والدبابات قرى أخرى وهي “كور علي وسيلم” وأدى ذلك إلى تدمير 5 منازل عائدة للمدنيين وإصابة أكثر من عشرة مواطنين وكانت جروحهم خفيفة وتم نقلهم إلى مشافي كوباني للمعالجة، وهنا نزح أهالي القرى المذكورة أعلاه من منازلهم وقراهم بسبب القصف والاستهداف المتقصد من قبل الجيش التركي باتجاه القرى الواقعة جنوبهم ريثما تهدأ الأوضاع، وبنفس اليوم 29/ 10/ 2018 مساءً هاجم الجيش التركي بوابة مدينة تل أبيض (كري سبي) الحدودية بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، ونتح عن ذلك مقتل عنصر من قوات الدفاع الذاتي التابع للإدارة الذاتية في الشمال السوري».
وأردف: «لم تتوقف الانتهاكات التركية عند هذا الحد وإنما استمرت حتى تاريخ 30/10/2018 بقصف القرى الغربية في كوباني، وكذلك قرى تل أبيض الغربية، وهي تل فندر واليابسة وتل أخضر وسليبقران، بالأسلحة المتوسطة، وفي تاريخ 1/11/ 2018 قصف الجيش التركي بالأسلحة المتوسطة والقناص قرية تل فندر في ريف تل أبيض الغربي، وعلى اثرها قتلت الطفلة سارا رفعت مصطفى من القرية عمرها 11 عاماً بقناص الجيش التركي، واستمر قصف القرية بأسلحة الدوشكا طوال ذلك اليوم».
وزادَ المكتب: «طالت انتهاكات وجرائم الجيش التركي الصحفيان كلستان محمد وإبراهيم أحمد من وكالة هاوار للأنباء، وتعرضا للقصف المتعمد من قبل الجيش التركي أثناء تغطيتهم للأحداث ومقابلاتهم مع الأهالي في حي المنبطح شرق مدينة تل أبيض(كري سبي)، وفي نفس اليوم استهدف الجيش التركي الصحفيين في تل أبيض أيضاً».
وقال مكتب الرصد والتوثيق: «كمنظمة نقوم بتوثيق كافة جرائم وانتهاكات الجيش التركي بدقة وبشكل موثق، وحقيقةً الجيش التركي يستهدف كامل الشريط الحدودي الذي يدار من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية، ويقوم بإطلاق القذائف المدفعية واستهداف المواطنين بالقناصات، وقد وضع بين كل مسافة حدودية أبواب حديدية بدلاً من الجدار الاسمنتي من كوباني إلى مدينة ديريك على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الدولتين سوريا وتركيا، وكل ذلك تتمة لعملية غصن الزيتون واحتلال عفرين، وكل هذه الأعمال أدت الى زرع الرعب والقلق بين السكان الآمنين، ولا يزال المجتمع الدولي صامتاً لا يتحرك حيال كل هذه الانتهاكات التي تقوم بها تركيا على الحدود السورية التركية».
وأضاف: «إننا في المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا، ندين ونستنكر الانتهاكات المستمرة للجيش التركي على طول حدودها مع سوريا، وبالأخص في المناطق الكردية، وخلقها حالة من الترهيب والخوف والهلع بين المدنيين، وهذا ما يتنافى مع كل القوانين والمواثيق والعهود الدولية، ويمارس أبشع الانتهاكات بحق المدنيين على طول الحدود بين سوريا وتركيا، وذلك باستخدام الأسلحة القناصة والخفيفة والثقيلة كالمدفعية والدبابات، ولا يكاد يخلو يوم من هذه الجرائم. حقيقةً إن انتهاكات الجيش التركي تجاوزت كل القوانين الدولية والإنسانية، وما يحصل على الحدود السورية- التركية ترتقي لمستوى جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الكردي في سوريا».
وأردف المكتب: «كما نناشد جميع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه شعب سوريا ومستقبل المنطقة ككل، والتدخل لوقف هذه الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين العزل على طول الحدود السورية- التركية، كما نطالبها بالعمل الجدي والسريع للتوصل لحل سياسي سلمي للازمة السورية، وإيقاف نزيف الدم والتدمير، ونتوجه بنداء إلى المجتمع الدولي، وبالأخص الولايات المتحدة الامريكية وروسيا بالتدخل السريع لوقف هذه الانتهاكات المنافية لحقوق الإنسان والقوانين الدولية المتعلقة بتنظيم الحدود ووضع الضوابط للجيش التركي، وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الانسانية تجاه المدنيين الذين يكونون ضحايا لرصاص الجيش التركي».
وقال: «من جهتنا نطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للوقوف على حيثيات هذه الجرائم المقصودة وكشف ملابساتها وتحديد المجرمين كلما أمكن ذلك لكي لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى، كما نطالب بتشكيل لجنة قانونية لتعويض الضحايا وذويهم عن هذه الجرائم والانتهاكات المروعة».
وزاد المكتب: «كما نتوجه إلى جميع أطراف النزاع في سوريا والأطراف الدولية والإقليمية من أجل تحييد المدنيين عن جميع أشكال الصراع، والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة، والوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية عموماً، وفي المناطق الكردية خصوصاً، أياً كانت مصادر هذا العنف وتشريعاته وأياً كانت أشكاله ودعمه ومبرراته، والوقف الفوري لكافة الممارسات العنصرية والقمعية التي تعتمد أساليب التطهير العرقي بحق الأكراد السوريين وجميع المكونات الأثنية والدينية».
وقال: «نطالب بوضع الحدود السورية التركية كاملة تحت الحماية الدولية، ونشر قوات حفظ سلام أممية على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، وبحماية الصحفيين وعدم استهدافهم كونهم مدنيين لا علاقة لهم بأطراف الصراع في سوريا».
تقرير/ سهيلة صوفي