آدار برس
كانت لمنظمة (سارا) لمناهضة العنف ضد المرأة في إقليم الجزيرة ما يحفزها للقيام بعمل جاد كونها منظمة معنية بالمرأة، لانتشال المرأة من براثن العنف بكافة أنواعه وخاصة ما تتعرض له في زمن الحروب والنزاعات. هذا العنف الذي يعد من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا اليوم، ويشكل خطراً كبيراً على الملايين من النساء في العالم، ويتسبب في آثار سلبية، سياسية واقتصادية واجتماعية، لا حصر لها، ما يجعل معالجته أمراً ملحاً وضرورياً يقع على عاتق هذه المنظمة.
تقولُ الإدارية في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، منى عبد السلام، لـ آدار برس: «في الحقيقة، رغم كل الجهود والمحاولات العالمية للقضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة، إلا أنها لا تزال مستمرة، حيث تؤكد التقارير والدراسات الخاصة بالمرأة والصادرة عن المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، بقاءها، لا بل وزيادة حجمها في جميع أنحاء العالم».
وتضيف: «وقد تعرضت المرأة السورية بكل انتماءاتها القومية والدينية والمذهبية، للعنف بكل صوره وأشكاله (الاستغلال الجسدي، الضرب، الإهانة، التحرش الجنسي، الحرمان من الحقوق، تقييد الحركة والنشاط)».
وتتابع: «مع تحول الصراع في سوريا، بعد الخامس عشر من آذار/مارس 2011، إلى صراع عسكري مسلح وحتى الآن، تتعرض المرأة السورية، لعنف مضاعف وأكثر وحشية من ذي قبل، مثل (الاعتقال والخطف والاغتصاب والقتل) وهي انتهاكات تستخدم كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية وعسكرية – كسر الإرادة مثلاً».
وتقول منى عبد السلام: «كمنظمة قمنا بحملة توعوية موسعة تحت شعار (المرأة حياة لا تقتلوا الحياة) بدأنا بها في آذار، واستمرت إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، حيث تتناول الحملة مواضيع مجتمعية مختلفة، كتعزيز العلاقات الأسرية، ومنع زواج القاصر، وآثار الحرب على المرأة، وعمالة الأطفال.. لقد دخل الكثير من المظاهر السلبية مجتمعاتنا لم نكن نشهدها من قبل، كزيادة عدد حالات الطلاق، والتفكك الأسري الذي ينتج عنه، وتأثير وسائل التواصل على ضعف العلاقات الأسرية، وبالتالي نتجت عنه حالات عنف».
وتردف: «يوم الخامس والعشرين من نوفمبر، هو يوم هام بالنسبة لنا كنساء، ومنظمة سارا كغيرها من المنظمات المعنية بشأن المرأة، تعمل وفق المبادئ التي أعلنت عنها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1999، يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، والذي أصبح يوماً عالمياً للقضاء على العنف ضد المرأة، ومنظمتنا، منظمة نسائية اجتماعية مدنية تناهض العنف بكافة أشكاله، وجميع أشكال التميز ضد المرأة، وتقبل في عضويتها كافة النساء من كافة المكونات والأعراق والقوميات، وتتخذ من المواثيق الدولية والعالمية لمناهضة العنف مرجعية».
وتزيد: «تأسست منظمة سارا في إقليم قامشلو عام 2013، ولدينا مكتب في كوباني، ومن أهداف المنظمة مناهضة العنف بجميع أشكاله، وحماية ومناصرة ضحايا العنف من النساء، وتوعية المرأة ورفع سويتها الفكرية لمناهضة العنف، وتشجيعها على طرح مشاكلها في حال تعرضها للعنف، وإيجاد فرص عمل للنساء المعنفات وتطوير مهارتهن المهنية للحصول على دخل مناسب، وتوعية المرأة بحقوقها، وتقديم استشارات قانونية لها، وتقديم مساعدات لضحايا الزواج القسري والتهديد بالقتل، والقيام بأعمال دعائية واعتصامات وتظاهرات لفضح السلوكيات الخاطئة الممارسة في المجتمع ضد المرأة».
وتقول: «ومن البرامج التي تعمل عليها منظمة سارة توعية وتثقيف المرأة وتأمين الحماية للمرأة المعنفة، وتأهيلها نفسياً وقانونياً واجتماعياً، ومن الأعمال التي نقوم بها رصد وتوثيق حالات العنف، ففي كل عام نعمل احصائيات لقضايا العنف في محاكم الشعب وفي بيت المرأة».
آدار برس/ سهيلة صوفي