آدار برس
- ترامب كان مقرباً من تركيا، ومعادياً لإيران والنظام السوري, أما جو بايدن؛ من خلال تصريحاته المختلفة ومن خلال نشاطاته وتواصله مع القادة الكورد, له سياسة معادية لتركيا ومهادنة مع إيران.
- أعتقد أن سياسة أمريكا تجاه تركيا ستتشدد لعدة اعتبارات أهمها: شراء منظومة الصواريخ الروسية إس 400، واستخدامها في دفاعاتها الجوية. والسياسة الخارجية التركية المتهورة تجاه قبرص؛ اليونان؛ ليبيا؛ وقرباخ؛ وغيرهم. والسلوك السيئ مع الناتو؛ ومع أمريكا خاصة.
- أصبحت لأمريكا والغرب مصالح قومية مع الكورد. وعلى الأرض أثبت الكورد جدارتهم كحلفاء صادقين علمانيين معادين للإسلام السياسي والتطرف، وكانوا رأس الحربة في القضاء على أسطورة داعش الإرهابي.
- كوردستان سوريا لها مكانة استراتيجية في سياسة أمريكا الخارجية.. وأعتقد أن أمريكا ستتابع بجدية أكثر في عهد بايدن التقارب الكوردي –الكوردي في سورية، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي ملزم لجميع الأطراف الكوردية.
- علينا ككورد سوريين تضييق هوة الخلافات، وإزالة الأشخاص المعرقلين لاستمرار ونجاح الحوار الكوردي– الكوردي، فهذه فرصة تاريخية لن تتكرر, ولا يمكن تفويتها، وكلنا مسؤولون أمام الشعب لإنجاحها. لا يخسر أحد منا في نجاح الحوار، لكننا سنخسر جميعاً في حال فشل الحوار.
جاء ذلك في حوارٍ أجراه «آدار برس» مع عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، الدكتور كاوا آزيزي.. هذا نصه:
بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ماذا تتوقعون من تغيرات في سياسة أمريكا الخارجية تجاه النظام السوري؟
الحزبان الجمهوري والديمقراطي الأمريكيان, تحكمهما قوانين أمريكا الصارمة. لكل حزب حيز من صنع السياسة الخارجية والداخلية، لكن في أمريكا هناك مؤسسات؛ هي التي تحكم أمريكا. عدا عن المؤسسات، هناك الشركات العملاقة، أو العابرة للقارات، وكذلك الرأسماليين الكبار، أو الطغمة المالية، كل هذه القوى تتحكم بها سياسة الأمن القومي الأمريكي، ويتحكم مجلس الأمن القومي الأمريكي في النهاية بخيط السياسة.
طبعاً؛ لكل حزب حرية توجيه السياسة الخارجية والداخلية، لكنه تحت المراقبة، أي أن تكون للصالح الأمريكي العام, لأن الكونغرس؛ ومجلس النواب؛ والمدعى العام، أي المحاكم الأمريكية هي من تراقب بعضها البعض، وتوجه السياسة الأمريكية حسب المصالح الأمريكية العليا، مع خلافات طفيفة هنا وهناك بين سياسة الحزبين .
ترامب كان مقرباً من تركيا، ومعادياً لإيران والنظام السوري، وهذا ما يهمنا, أما جو بايدن؛ من خلال تصريحاته المختلفة ومن خلال نشاطاته وتواصله مع القادة الكورد، له سياسة معادية لتركيا ومهادنة مع إيران.
أعتقد أن سياسة أمريكا تجاه تركيا ستتشدد لعدة اعتبارات أهمها:
أولاً :شراء منظومة الصواريخ الروسية إس 400، واستخدامها في دفاعاتها الجوية.
ثانياً :السياسة الخارجية التركية المتهورة تجاه قبرص؛ اليونان؛ ليبيا؛ وقرباخ؛ وغيرهم.
ثالثاً: السلوك السيئ مع الناتو؛ ومع أمريكا خاصة.
بايدن معروف بمواقفه العدائية تجاه تركيا، هل – برأيكم – سيبقى على نفس المواقف بعد أن تم ترشيحه رئيساً لأمريكا، وهل سينفذ ما قاله تجاه تركيا ؟
بالنسبة لسورية، أمريكا تدعم المعارضة السورية، وتعارض النظام بشكل قوي، وتصف النظام بالنظام القاتل لشعبه، واتهمت النظام باستخدام السلاح الكيماوي ضد المعارضة.
أمريكا تدعم بقوة مسار جنيف، والقرار 2254 وحل القضية السورية حلاً سلمياً وسياسياً. ولهذا فإنها تدعم المعارضة واللجنة الدستورية ومسار مفاوضات جنيف.
أعتقد أن أميركا ستشدد العقوبات على النظام والضغط على إيران وحزب الله والحشد الشعبي الطائفي, لإعادتهم إلى داخل حدود بلادهم، وستضغط من أجل التسريع في مسار جنيف وكتابة الدستور وتطبيق القرار 2254.
معروف عن الرئيس بايدن بأنه صديق للرئيس مسعود البرزاني، كيف ستنعكس تلك الصداقة على إقليم كردستان برأيكم؟
بالنسبة إلى الكورد والقضية الكوردية في الأجزاء الأربعة، والآن خاصة كوردستان العراق وسوريا, أصبحت لأمريكا والغرب مصالح قومية مع الكورد. وعلى الأرض أثبت الكورد جدارتهم كحلفاء صادقين علمانيين معادين للإسلام السياسي والتطرف، وكانوا رأس الحربة في القضاء على أسطورة داعش الإرهابي.
كما أن الغرب يحتاج للكورد كمنطقة آمنة، يستطيعون التعايش مع الآخر المختلف، وقبول أفكار الإصلاح ومعاداة التطرف والإرهاب. وللغرب وروسيا واسرائيل مشاكل مع دول شرق أوسطية (تركيا، إيران العراق، وسوريا). وللكورد وجود قوي وحاسم في هذه الدول وفي حالة عداء معها. وبالتالي فإنها تكسب صداقة طبيعية مع الغرب. هذه الأمور؛ وغيرها؛ والعلاقة الجيدة للرئيس الأمريكي مع الكورد، حيث زار كوردستان 24 مرة؛ وهو صاحب مقولة ليس فقط الجبال أصدقائكم؛ لكم أصدقاء آخرون، أمريكا صديقة لكم، ومواقف أخرى إيجابية تجاه الكورد، ومن الممكن أن يزداد التوتر مع تركيا، والقضية الكوردية ستكون أحد أسبابها. ومن المتوقع أن تتحسن العلاقة الأمريكية مع كوردستان العراق، والضغط باتجاه حل مشكلة المادة 140 من الدستور، وقضية الميزانية والنفط والبيشمركة, واحتمال دعم تأسيس فيدرالية للسنة، وكسر شوكة إيران في العراق، والحاق الحشد ودمجه مع الجيش العراقي.
بخصوص الحوار الكردي- الكردي، كيف سيكون تأثير انتخاب بايدن على المحادثات الجارية في هذا الشأن؟
الاتفاق الكوردي –الكوردي في سوريا بالأصل هو مشروع أمريكي، ويتم برعاية أمريكية، ودعم إقليم كوردستان. وكوردستان سوريا لها مكانة استراتيجية في سياسة أمريكا الخارجية، وذلك لحفظ توازن القوى في سوريا، وكحليف لا يستهان به لأمريكا والغرب.
أعتقد أن أمريكا ستتابع بجدية أكثر في عهد بايدن التقارب الكوردي –الكوردي في سورية، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي ملزم لجميع الأطراف الكوردية، وإنشاء إدارة أكثر مرونة، ونظام تعليمي معاصر، وبناء قوة أمن متدربة، وخلق إقليم قوي يستطيع التأثير على مجرى الأحداث في سوريا، وإنهاء النزاعات في شرق الفرات، وتأمين مشاركة حقيقية لكل مكونات شرق الفرات في إدارة جديدة، وخلق سوريا مصغرة تحتوي على كامل عناصر القوة لإقليم قوي ومؤثر، لتوفير الطاقة؛ والمياه، والأراضي الصالحة للزراعة وسكان منتجون.
في النهاية، كيف تجدون موقف جو بايدن مقارنة بموقف دونالد ترامب تجاه مناطق شمال وشرق سوريا؟
أعتقد أن منطقة شمال شرق سوريا، هي منطقة نفوذ أمريكية، ولا يمكن لأمريكا الانسحاب منها. لذلك نرى بأن أمريكا منذ عدة أشهر ومازالت تنتظر وصول مسؤولين جدد إلى شرق الفرات، لمتابعة الحوار الكوردي –الكوردي؛ وانجاحه وإنهائه، وبعدها التوافق بين كل مكونات المنطقة؛ من عرب، وسريان، وخلق إقليم قوي اقتصادياً، مستقر أمنياً، ومتقدم علمياً، يسوده الأمن والأمان، ويكون منطقة آمنة لكل مهجر، تشارك فيه جميع المكونات بشكل حقيقي.
علينا ككورد سوريين تضييق هوة الخلافات، وإزالة الأشخاص المعرقلين لاستمرار ونجاح الحوار الكوردي –الكوردي, فهذه فرصة تاريخية لن تتكرر, ولا يمكن تفويتها، وكلنا مسؤولون أمام الشعب لإنجاحها. لا يخسر أحد منا في نجاح الحوار، لكننا سنخسر جميعاً في فشل الحوار لا سامح الله.
صحيح أن أمريكا تساعد، واقليم كوردستان يدعم, لكن، لابد من وجود كورد سوريين متفانين، للدفاع عن المصالح العليا للشعب الكوردي في سوريا. خلافاتنا سياسية، ولا يوجد بيننا دماء، ونحن ككورد سوريين لنا باع طويل في السياسة والثقافة السياسية. نجاح الحوار واتمام الاتفاق هو واجب الجميع، احزاباً ومنظمات، وجهاء، ومجتمع مدني.
حوار/ سلام أحمد