آدار برس
* الوضع الأمني في مخيم الهول بات أكثر خطورة ومعدل الجرائم في ارتفاع.
* بعد قرار الإدارة الذاتية الأخير الخاص بالعائلات السورية في مخيم الهول، باتت آلية العودة أكثر سلاسة من ذي قبل، ولا نجبر أحداً على مغادرة المخيم.
* أكثر من ألف مهاجر/ـة سلموا لحكومات بلدانهم، والإدارة الذاتية تطالب وتدعم عودتهم لبلدانهم.
* لا نملك إحصائيات عن عدد الأشخاص الذي تمكنوا من الفرار من المخيم، غير إن الجهات الأمنية أفشلت الكثير من عمليات التهريب وكانت هناك اشتباكات فيما بينهم وبين المهربين.
* هناك دعم خارجي واتصال مع مرتكبي الجرائم، تساعدهم في تسهيل عمليات الاغتيال وجمع المعلومات، وقدمنا العديد من المقترحات من شأنها توفير المزيد من الأمن.
* تم نقل العائلات الأكثر تشدداً إلى أماكن أخرى، تتيح توفير الأمن.

مديرة مخيم الهول: همرين حسن
* كإدارة مدينة لمخيم الهول نعمل على تقديم الخدمات الإنسانية لقاطني المخيم، بغض النظر عن من يتواجد في المخيم، كذلك نتعاون مع الجهات الأمنية لتوفير الأمن ومنع وقوع المزيد من الجرائم.
جاء هذا في حوار مطول مع مديرة أخطر المخيمات بشمال وشرق سوريا، مخيم “الهول” همرين حسن.. والى نص الحوار:
- بداية.. كيف تقيمون الوضع الإنساني في المخيم؟ وهل من دور للمنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية لقاطني المخيم؟
من الناحية الخدمية الوضع جيد إلى حد ما، وجميع المنظمات والجمعيات العاملة في المخيم والتي يقدر عددها بنحو(34) منظمة وجمعية، تقوم بعملها في سبيل تقديم الدعم الإنساني للقاطنين في المخيم، غير إن الوضع الأمني في الآونة الأخيرة اصبح خطيراً للغاية مع ارتفاع حصيلة الجرائم التي ترتكب من قبل مجهولين بحق القاطنين في المخيم واغلب تلك الجرائم طالت لاجئين عراقيين، وتبذل الجهات الأمنية ما بوسعها في سبيل إلقاء القبض على الفاعلين، ولكن كون المخيم كبير والخيم ملاصقة لبعضها البعض، فمن الصعب السيطرة عليه، بالإضافة إلى أن المجتمع المحلي داخل المخيم غير متعاون مع الجهات الأمنية فهاجس الخوف يلعب دوراً كبير لدى القاطنين في المخيم، كذلك الكثيرون يحملون الفكر المتطرف.
- في العام الماضي خرج الكثير من النازحين السوريين، وعائلات مقاتلي تنظيم داعش من المخيم بكفالة شيوخ العشائر العربية، ما هي أعداد الذين غادرو المخيم خلال العام الماضي؟ وهل ستستمر عمليات الترحيل بعد قرار الإدارة الذاتية الأخير بشأن النازحين السوريين؟
خلال عام 2020، تم ترحيل أعداد كبيرة من المخيم وإعادتهم إلى مناطقهم وتقدر أعدادهم بنحو7500 شخصاً من السوريين، وما تزال الرحلات مستمرة للراغبين بالعودة إلى مناطقهم، وقد كانت آخر رحلة لسكان مدينة الحسكة وهناك رحلات أخرى في القريب العاجل، وكانت الرحلات في السابق تعتمد على كفالات الشيوخ ووجهاء العشائر، بينما الآن وبعد صدور القرار الخاص بإخراج السوريين الراغبين بالعودة إلى مناطقهم أصبحت آلية العودة اكثر سهولة، وهناك أعداد كبيرة استفادت من هذا القرار، بالإضافة إلى أنه هناك الكثير من العائلات لا ترغب بالعودة إلى مناطقهم لأسباب نجهلها، بالمقابل فإننا كإدارة مخيم الهول لانجبر أحداً على الخروج، لكن نقدم لهم كل الدعم الإنساني بالتعاون مع المنظمات والجمعيات العاملة في المخيم.
- أيضاً وفود العديد من الدول الأوروبية وصلت شمال وشرق سوريا، والكثير منها رفعت قوائم بأسماء مواطنيها لنقلهم إلى دولهم، تم نقل أعداد منهم فيما لايزال آخرون موجودين.. هل تتوفر لديكم إحصائيات عن عدد المواطنين الأجانب الذين خرجوا من مخيم الهول؟ ما هي هذه الدول؟.
فيما يخص الأجانب القاطنين في مخيم الهول، يقارب عددهم بنحو (8252) مهاجر/ة، وهم من جنسيات متعددة جاؤوا من (48) دولة، وقد استقبل مكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية مؤخراً العديد من الوفود التي لديها عائلات داخل المخيم وقدموا قوائم بأسمائهم، وكانت الإدارة الذاتية متعاونة مع جميع الوفود في سبيل تسليم رعايا تلك الدول، وقد وصل عدد الأجانب الذين تم إعادتهم إلى بلادهم وتسليمهم إلى حكوماتهم ما يقارب ( 1036 ) من جنسيات مختلفة، وما تزال الإدارة الذاتية تضغط على الدول الأخرى من اجل تسليم تلك العائلات إلى حكوماتهم كون بقائهم في المخيم هو حل مؤقت ولا فائدة من وجودهم داخل المخيم، كذلك فإن عودتهم إلى بلدانهم فرصة من اجل إعادتهم إلى التعايش والاندماج مع المجتمع المحلي، وفرصة أخرى للعيش بسلام.
- شهد المخيم عمليات تهريب كثيرة لقاء مبالغ مالية ضخمة، حسبما أفادت تقارير إعلامية، كذلك تركيا أعلنت أن استخبارات الدولة التركية تمكنت من إخراج مواطنين أجانب من مخيم الهول بوساطة عملاء مزدوجين، كيف يتم التعامل مع هذه الحوادث من قبلكم؟ هل لديكم إحصائية بعدد المفقودين من المخيم؟ وهل تمت السيطرة على عمليات التهريب وكشف شبكات التهريب؟ وكيف؟
بالنسبة لعمليات التهريب، فالجهات الأمنية التي تقوم بحماية المخيم والمنظمات والجمعيات تقع على عاتقها منع عمليات التهريب، وتعمل بشكل جدي من اجل معرفة طرق التهريب والممولين والأشخاص الذين يقومون بتلك العمليات، ومن اجل فهم مدى صعوبة التعامل مع هذا الوضع لابد من معرفة الأسباب، مخيم الهول يقع شرق مدينة الحسكة وبالقرب من بلدة الهول والتي كانت تقع تحت سيطرة تنظيم (الدولة الإسلامية) قبل أن تحررها قوات “قـسـد”، وهذه المنطقة تكثر فيها الخلايا النائمة ويكثر فيها العملاء والمهربين، كما أن الهجمات من قبل الفصائل السورية التابعة لتركيا تؤثر على وضع المخيم وتساعد على تشكيل فوضى في المنطقة وتزايد قوة الخلايا النائمة، أيضاً هناك بعض سائقي الصهاريج الذين يقومون بنقل المياه داخل المخيم وهم من أصحاب النفوس الضعيفة يتم إغرائهم بمبالغ مالية ضخمة من قبل القاطنين في المخيم فيساعدونهم في عمليات التهريب، كذلك فطبيعة المنطقة والأحوال الجوية قد تساعد في عمليات التهريب، كل هذه الأسباب تجعل من عمليات السيطرة على المخيم ومنع عمليات التهريب أمراً في غاية الصعوبة، ولكن رغم ذلك قامت الجهات الأمنية بإفشال العديد من عمليات التهريب والاشتباك مع المهربين بالإضافة إلى إلقاء القبض على العديد منهم.
في الحقيقية ليس لدينا كجهة مدنية وإدارة المخيم إحصائيات الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المخيم، أما بالنسبة لتصريحات تركيا بما يخص عمليات تهريب من مخيم الهول عبر عملاء مزدوجين، فإن تركيا دائما تحاول زعزعة وضع المنطقة بشكل عام وهو ما ينعكس سلباً على الأمن في المخيم بشكل مباشر، فقد اصبح من المعروف لدى الجميع أن تركيا تدعم الإرهاب وتحاول التدخل في الشؤون الداخلية للدول بحجة الأمن القومي والجميع على دراية تامة بأن الفصائل الجيش الوطني السوري التابع لتركيا وتنظيم (الدولة الإسلامية) هما وجهان لعملة واحدة.
- شهد مخيم الهول خلال العام الماضي اكثر من 35 عملية اغتيال يرجح أن منفذيها من المتشددين لعقيدة داعش، وخلال الأيام الخمسة الأولى من هذا العام قتل ثمانية آخرون، غالبيتهم من اللاجئين العراقيين.. حقيقة الأمر إن اغتيال نحو أربعين شخصاً ضمن مخيم شديد الرقابة رقم كبير جداً.. من الذي يقوم بتنفيذ هذه الجرائم؟ وهل تم إلقاء القبض على منفذيها؟ هل هناك دعم من الخارج لمنفذي هذه الجرائم؟ وما هي إجراءاتكم لمنع تكرار هذه الجرائم؟
خلال عام 2020 قام مجهولون من داخل المخيم بارتكاب ما يقارب (35) جريمة قتل طالت القاطنين في المخيم ويعتقد انهم من خلايا تنظيم (الدولة الإسلامية) داخل المخيم، اغلب الجرائم تم استخدام الأدوات الحادة بالإضافة إلى مسدسات مزودة بكواتم صوت، ومع بداية العام الجاري تم اغتيال ما يقارب 10 أشخاص ومحاولة اغتيال اثنين آخرين، واغلب الذين تم اغتيالهم كانوا على ارتباط بالجهات الأمنية أو الإدارة المدنية، وقد قامت الجهات الأمنية بالعديد من عمليات التمشيط والمداهمات الليلية وقاموا بإلقاء القبض على بعض المشتبهين بتورطهم بعمليات الاغتيال، كما انه تم قتل احد مرتكبي تلك الجرائم من خلال عملية أمنية، مؤكد أن مرتكبي الجرائم يتلقون دعماً من خارج المخيم وعلى تواصل مع الخارج تساعدهم في تسهيل عمليات الاغتيال وجمع المعلومات، في المقابل الجهات الأمنية تعمل جاهدة في سبيل فرض الأمن في المخيم، كما أن الإدارة المدنية للمخيم قدمت العديد من الاقتراحات من اجل إعادة تنظيم المخيم وتقسيمه من جديد وإبعاد السوريين عن العراقيين، كل هذه الخطوات قد تساعد في عملية تحقيق الأمن في المخيم.
- كان هناك عمليات نقل لأشخاص من مخيم الهول إلى مخيم روج، وبحسب التقارير الهدف من نقل هؤلاء هو تخفيف الضغط عن مخيم الهول وزيادة السيطرة على المتشددين في المخيمات، هل هذه هي الخطة؟ وهل لديكم خطط جديدة بشأن المخيم خلال العام الجاري؟
نعم؛ تم نقل ما يقارب الـ(400) عائلة من مخيم الهول إلى مخيم روج، والهدف من هذه العملية هو تخفيف الضغط على مخيم الهول وإمكانية السيطرة عليه، حيث تم نقل العوائل الأكثر تشددا إلى مخيم روج في محاولة لتغيير فكرهم، أما بخصوص الخطط الجديدة فإلى الآن لم يتم اتخاذ أي خطة حول الإجراءات الخاصة بقسم المهاجرات.
- أخيراً ما هو هدف إدارة المخيم الذي تسعى لتحقيقه؟
كإدارة مدينة لمخيم الهول هدفنا مواصلة تقديم كل التساهلات للمنظمات والجمعيات في سبيل إيصال المساعدات الإنسانية لقاطني المخيم، وحل المشكلات الخاصة بهم وتوفير المتطلبات الأساسية لهم من أمور خدمية وصحية وطبية وتعليمية وغذائية ومائية عبر التنسيق مع المنظمات، بالإضافة إلى التعاون من الجهات الأمنية في سبيل فرض الأمن والسيطرة على المخيم، فمخيم الهول هو مخيم إنساني بالدرجة الأولى ولابد من تطبيق القانون الإنساني في مخيم كبير كمخيم الهول والذي يعتبر من اخطر المخيمات في العالم، كون العوائل التي تقطنه ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية وهو الأكثر تشدداً.
آدار برس/ريزان حسن