- بايدن سيعمل على تأمين مصالح بلاده، واستعادة أمريكا لموقعها داخلياً وخارجياً وترميم العلاقات مع الحلفاء.
- نجاح الحوار الكردي-الكردي كفيل بإشراك القوى السياسية الكردي كطرف سياسي فاعل لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.
- تعيين شخصيات صديقة للكرد في مناصب هامة في الإدارة الأمريكية الجديدة مؤشر إيجابي لتطوير شكل العلاقات مع “قسد” و”مسد”.
- إدارة بايدن مقبله على ملفات صعبة وترتيب فوضى ترامب، والملف السوري والعراقي يعدان من أهم الملفات في المنطقة.
- المطلوب من القوى الكردية في سوريا تحقيق الوحدة، لضرورة مقتضيات المرحلة المقبلة في ظل المتغيرات الجديدة للحفاظ على المنجزات وتثبيتها دستورياً.
وجاء هذا في حوار أجراه “آدار برس” مع الكاتب والسياسي المستقل، م. محفوظ رشيد، حول المواقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الملف السوري .. وإلى نص الحوار:
أمريكا ستعود إلى الطريقة الكلاسيكية في عهد الرئيس جو بايدن كما قال الكثيرون من المحللين السياسيين، برأيكم هل عادت تلك السياسة إلى كلاسيكيتها في عهد بايدن، خاصة أنّ التصريحات بدأت بالخروج من الإدارة الأمريكية الجديدة؟
جو بايدن هو رئيس للولايات المتحدة الأمريكية ويعمل من أجل تأمين المصالح الحيوية لبلاده وحماية أمنها القومي بأسلوب مختلف عن سابقه من خلال ضبط إيقاع سياسة أمريكا وتصحيح مساراتها الاستراتيجية، واستعادة مواقع أمريكا على الصعيدين الداخلي والخارجي على اعتبارها الدولة الأقوى في العالم اقتصادياً وعسكرياً، باتباع المؤسساتية في اتخاذ القرارات بعد أن كانت الشخصانية هي الطاغية في عهد دونالد ترامب، وترميم العلاقات مع الحلفاء التي تعرضت للتوتر أو البرود بسبب بعض المواقف الارتجالية له.
الموقف الأمريكي حتى هذه اللحظة يبدو قريباً من المواقف الأمريكية السابقة تجاه شمال وشرق سوريا، كيف تقرؤون ذلك، وهل تتوقعون تغيرات إيجابية بهذا الخصوص؟
بشكل عملي ومعلن فإن السياسة الأمريكية تقوم على دعم قوات سوريا الديمقراطية “قـسـد” الحليفة في محاربة “داعش” الإرهابية الخطرة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وحماية الإدارة الذاتية القائمة لرسم خارطة سوريا المستقبلية انطلاقاً من تجربتها كأمر واقع بما توافق رؤى أمريكا وأجنداتها في شكل الحل النهائي للأزمة الحالية.
لم يخفِ الجانب الأمريكي على لسان مبعوثها وليام روباك نيته في دعم الحوار الكردي_الكردي، برأيكم لماذا سيدعم هذا الحوار؟
تأتي رعاية أمريكا للحوار الكردي- الكردي من أجل توحيد الصف الكردي وتحصينه، ليكون الضمان لما تحقق من إنجازات أمنية وإدارية على الأرض، والكفيل لإشراك الكرد في العملية السياسية كطرف فاعل في تنفيذ بنود القرار الأممي 2254 بما يوافق الخطط الأمريكية ومشاريعها المستقبلية لسوريا والمنطقة.
في نفس السياق أكد وليام روباك وحتى البنتاغون أنهم سيدعمون قوات سوريا الديمقراطية، هل سيقتصر الدعم على الجانب العسكري فقط برأيكم، وهل يمكن أن يتطور ذلك إلى دعم سياسي؟
لم ينقطع الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية يوماً باستثناء انسحابات قواتها العسكرية من بعض المناطق نتيجة صفقات ترامب واتفاقاته مع الأطراف الداخلة في الصراع السوري ولا سيما تركيا العضو الحليف في “ناتو” لتسمح لها باحتلال مناطق كردية هامة، والتي اعتبرت غدراً وخيانة للكرد، ولكن تعيين شخصيات صديقة ومناصرة للكرد في مواقع هامة في الخارجية والدفاع والأمن القومي لدى الإدارة الجديدة مؤشرات إيجابية لتطوير شكل العلاقات مع “قـسـد” و”مـسـد” نحو الأفضل.
طالما أن سوريا ليست أولوية بالنسبة لإدارة بايدن، وفقاً لما تم تداوله مؤخراً، ما هو المطلوب كردياً، حتى يصبح شمال وشرق الفرات أولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة؟
لعل أكبر التحديات التي تواجه إدارة بايدن هي ما خلفتها إدارة ترامب، ومن أهمها مكافحة جائحة كورونا وتداعياتها، واستعادة الحضور الأمريكي الفاعل في المنظمات والاتفاقات الدولية كالمعنية بالمناخ وسباق التسلح وغيرهما، ومواجهة التغول الصيني والغرور الروسي والتمرد التركي، وتصحيح العلاقات مع الأصدقاء والحلفاء والشركاء وبالتحديد الإتحاد الأوربي والخليجي، وكذلك إعادة النظر في العديد من الملفات كأولويات مثل الملف النووي الإيراني والأوضاع المضطربة في كل من اليمن وليبيا، وكل هذا لا يعني مطلقاً إهمال الأوضاع في غيرها من الدول مثل سوريا والعراق، لأنهما من الأجندات اليومية المتواصلة، ومناطق شمال شرق سوريا تعتبر ركيزة أساسية في تنفيذ السياسة الأمريكية في المنطقة بما تخدم مصالحها وحلفاءها ولا سيما أمن إسرائيل.
وبناء عليه يطلب من الكرد تأهيل أنفسهم وإعدادها لمواجهة التحديات والتغيرات المرتقبة عبر إتمام حواراتهم تحت الرعاية الأمريكية وترتيب صفوفهم وتشكيل مرجعيتهم وتوحيد مواقفهم من أجل احتلال مواقعهم المناسبة واللازمة ولعب أدوارهم الفاعلة والمؤثرة على الساحة للحفاظ على المنجزات المحققة وتثبيتها دستورياً في بناء وخارطة سوريا الجديدة.
آدار برس/سلام أحمد