آدار برس
علق الكاتب والناشط السياسي الكردي، بير رستم، على بيان أستانة، موضحاً إنه توافق إقليمي دولي هدفة إيجاد موطئ قدم يخدم مصالح الدول الثلاثة في سوريا والمنطقة بالدرجة الأولى، فضلاً عن أنه وبحسب التصريحات يعكس تخوف تركيا وإيران من انتقال تجربة الإدارة الذاتية إلى باقي أجزاء كردستان.

الكاتب والمحلل السياسي بير رستم
صدر عن ثلاثي “أستانة” (تركيا-ايران-روسيا) الثلاثاء الماضي بياناً، اعتبره الكثير من المحللين معادياً لحقوق الشعب الكردي المشروعة، ومعادياً لمشروع الإدارة الذاتية ومكونات شمال وشرق سوريا، ورد مجلس سوريا الديمقراطية على أستانة ببيان أكد فيه إنه يهدف إلى إبقاء نظام استبدادي في حكم البلاد.
حول بيان أستانة وما تلاه من ردود قال الكاتب والمحلل السياسي بير رستم في تصريحات لـ “آدار برس” أعتقد إنه من المبالغ فيه القول إن “البيان المشترك لأستانة 15 هو ضد الكرد فقط”، رغم أن الجهات الثلاث “الضامنة” وبالأخص إيران وتركيا هما ضد أي مشروع سياسي يخدم الكرد وذلك بحكمهما دول احتلال لأكبر جزأين كردستانيين”.
وأضاف: “أستانة هي أساساً توافق إقليمي دولي بين هذه الأطراف بهدف إيجاد موطئ قدم لهم في سوريا والمنطقة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وكذلك أمنية بالنسبة لتركيا -وحتى إيران بدرجة ما- وقد جاء في سياق البيان المشار له بخصوص الأمن الإقليمي ما يؤكد ذلك، وهنا نلاحظ تخوّف واضح لدى كل من تركيا وإيران، بأن تنتقل التجربة لدولهم بحكم الجغرافيا السياسية لكردستان واحتلالات هذه الدول لها!”.
السياسي رستم أكد إن لا جديد في ما صدر عن أستانة بجلساته الـ 15 السابقة وتابع: “الجديد فقط هو استضافة بعض الدول بصفة مراقب، وما جاء في البيان الختامي لم يكن إلا اجتراراً لما قيل سابقاً من حيث التأكيد على “سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية”.
وأشار السياسي الكردي إلى إن واقع الدول الضامنة الثلاثة معاكس لما صدر في البيان، في الجزئية التي تناولت وحدة الأراضي السورية، بالقول: “الواقع يؤكد بأنها -الدول الثلاث- هي دول احتلال مثل الآخرين، بل تركيا تعمل على تتريك كل المناطق التي تحتلها في محاولة منها لإحياء “الميثاق الملي” واقتطاع أجزاء من سوريا وإلحاقها بتركيا على غرار ما فعلتها في ثلاثينيات القرن الماضي مع “لواء اسكندرون” وذلك بالرغم من إدعاء البيان؛ بـ‘‘التصدي للخطط الانفصالية الهادفة لتقويض سيادة ووحدة أراضي سوريا‘‘، لكن الواقع الممارس في مناطق الاحتلال التركي يؤكد عكس ما يدعيه بيانهم”.
واردف: “بقناعتي وهذه الفقرة دوّنت فقط للتمهيد لقول؛ أن هناك جهات وأطراف تحاول تقسيم سوريا وتفتيتها إلى أقاليم وكانتونات، وهكذا يمكننا التأكيد؛ بأن لم تأتي تلك الفقرة إلا تمهيداً لما تم طرحه في الفقرة الرابعة والمتعلقة بمناطق الإدارة الذاتية ومشروعها السياسي”.
بير رستم أكد على رفض ما جاء في بيان أستانة، بحسب رد مجلس سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى إن طرح قضية “وحدة سوريا واستقلالها” نوع من الكذبة التي يريدون التسويق لها وأضاف: “الهدف هو فقط لضرب الطموح الكردي بنيل بعض المكاسب السياسية الوطنية، رغم أن مواقف الكرد وبمختلف التيارات الحزبية والسياسية تدعو لحل المسألة الكردية ضمن إطار وحدة البلاد ومن خلال مشروع وطني ديمقراطي”.
الكاتب والمحلل السياسي بير رستم قلل من أهمية مخرجات أستانة لافتاً إلى إنه “مجموعة أستانة” غير قادرة على تنفيذ أي قرار متعلق بسوريا من دون الموافقة الأمريكية والتي أمتنعت عن حضور المؤتمر رغم الدعوة الروسية، وختم حديثة بالقول: “عليه فأي حل دون توافق دولي -وبالأخص أمريكي- لا قيمة له وخاصةً في تلك المناطق الخاضعة لنفوذ قوى التحالف الدولي ولذلك فإن الحل لن يكون إلا سياسياً توافقياً وذاك ما أكد عليه بيان أستانة نفسه حيث جاء في الفقرة السادسة منه ما يلي: “وعبرنا عن قناعتنا بأنه ليس للأزمة السورية حلاً عسكرياً وأكدنا على التزامنا في المضي قدما في العملية السياسية طويلة الأمد والقابلة للتحقيق والتي يقودها وينفذها السوريون أنفسهم برعاية الأمم المتحدة ووفقا لقرار مجلس الأمن 2254″. وهكذا نجد بأن البيان نفسه يؤكد على أن الحل يجب أن يكون سياسياً وفي ظل توافق دولي”.
آدار برس/سلام أحمد